نعم ارتدت الحجااااااااااااااااااااااااااااااااااااااب

بين فوضى الحياة ، وضحكات الصبايا حولها ونظرات المعجبين المملوءة بالشوق للكلمات المنسوجة من ذلك الثغر الباسم الجميل ، شاع الخبر وانتشر وتشربته الصدور فانفجرت أصواتهم تردده ، وتبقر الكلام عن العفيفة المريمية الطلعة .
لقد أصاب قلبها سهم الحب وأدماه حتى غرقت في بحره، هو ليس بالحب العادي انه حب السماء الذي لا مكان لحب سواه، فبدى العفاف على جسدها بعد أن كان مسجونا بين كلمات المادحين للقد الرفيع ، للشعر الاسود الغجري الذي تسبيك جدائله ، ولتلك العيون التي تذيب الشمع خجلا من بريقها، وانطلق العفاف ليغطي بجلباب أبيض ساحر صفات الجمال الجسدي ليمنح الروح السكينة بعد أن أطاعت ربها، هو حجاب شمس الاصيل؛ من كانت ترجع في كل مساء الى بيتها تائهة الفكر تقلبها رياح الخوف كيف تشاء ، ترمي بها الى أبعد المناطق حائرة الفكر لا تدري اين الطريق تبحث في العيون التي حولها عن نظرة البراءة الصافية التي لاشيئ ورائها فلا تجد ، تسأل عن عنوان ليس موجودا على واقعنا انها تسأل عن السكينة .
الى أن جاءت اللحظة المملوءة باليقين الذي لا يبقى معه شيئ كلمات سالت من فم عجوز طاعنة في السن عطفت على هذه العصفورة التي أعياها بعاد عشها الأصلي و أحاطت بها سهام الغدر من كل جانب فقد قعت في يد صبية لايعرفون لها قيمة إلا في لهوهم واسعادهم .... تصرخ ولكن صراخها يتحطم على صخرة السكوت البارد ؛ قالت العجوز لها في شفقة: ألا أدلك على خير من هذه الحال؟؟؟ ألا تحبين أن تكوني أجمل من في الأرض ولكن ليس في عيون السفهاء ولكن في عيون جبريل وملائكة السماء ، ألا تحبين أن تعيشي في ظلال الملك الرحيم من قد أحبك وأغرقك في نعمه وجهز لك ياجنة الدنيا جنة تقر فيها عينك ولا تشقين فيها أبدا؟؟
ردت شمس الاصيل في خجل: أحب ذلك ولكن أخاف أن لا أجد السعادة فيما تقولين.
العجوز: ان الله خالقك وهي يعرف من مصلحتك ملا تعرفين وأي سعادة تجدينها في أن تعيشي عذاب السجن في العيون والقلوب التائهة التي تنصرف عنك ما إن يزول بريق هذا الوجه ويختفي
شمس الاصيل: أخاف أن أطرق بابه فيردني وأنا التي قد عصيته وسترني
العجوز: راجي الله لا يحرم وهو لايرد من وقف على أعتابه تائبا .
اطرقت شمس قليلا وسطع في عينيها برق الحق أمسى السكون يعمها وهي التي كانت تائهة بين صفحات الحياة وأشرق قلبها بنور ربها وانطلقت لتعيش حقا معنى السعادة