رثاء بقلم زوجة استشهادي

أمسكت اليوم قلمي اكتب آسفة ً **
ســـطوراً و أبيــاتا من الأشعار
أبكي تاريخا من عمري ماضيا ً **
يدفن في قلبي الأشجان والأسرار
آسف على فراق حبيباً غاليا ً **
غــادرني عــــازما مع الإصرار
و وجدت قلبي يناديه عاتبا ً **
هل يرضيك ماحل بي من دمـــار

يا من أعطيتك عمري ولم أطلب ثمنا ً **
هل جـــزائي أن تلوذ بالفـــرار
يا من أخرجتني من بيتي وكنت طفلة ً **
لتتركني بــلا مـــأوى و لا دار
إن كنت تسمعني أجبني صادقا ً **
هل رأيت مني يوما من الأكدار

سقيتني كأس الصًبر صِبرا علقماً **
وتجرعت كأسك متلذذة ً بالمرار

كم تجاوزت عنك من خطئٍ قانعة ً **
بأن صحبتك من هدايا الأقدار

رفيق دربي، لماذا لم تتذكر لي يوما ً
استحق جزاءه أن لا أعاني
حاولت جهدي أن أكون عاقلة ً **
فلا أفادي بك مادمت تهواني
ولكنك قتلت في قلبي وهما ً **
صور لي أنك تحمل لي أي مقدار
وأدركت اليوم فقط أني صفرا ً**
و ليس لي قيمة ًفي اليمين أو اليسار
ألم ترى أني أستحق منك تضحية ً **
أن تعيش حتى يأتيك الموت للدار
ألا تعرف كم أتضور حزناً و ألما ً **
إذا تخيلت انك قذفت نفسك في النار
هل تــذكر أني قلت لك يــــوما ً **
أظن أنني أحارب القضاء و الأقدار

واني أحـس الفـــراق مكتـــوبا ً **
يلاحقنا ويحرمني من الاستقرار
فأنت دائما ً تجري عني مبتعدا ً **
وأنا لا أمّل أصـــارع عكس التيار

في الماضي عشت أياماً قاسية ً **
وتحمل كما ًمن الحسرات والمرار
ولكن ليلتي هذه أكثر ظلمة **
و لا يزيل ظلمـــتها وهج الأنـــوار
فأنا لا أصدق أن بنهاية ليلةً **
تصبح عني غريــــبا كما الجـــار

يظنون أني سأنهي غدا حداداً **
ولا يعلمون أن الحداد ليس في الإزار

ولكن وحدك لا شك واثقا ً **
بأن الحزن أحاط قلبي بالأسوار
وأن مابيــننا أكثر قوة ً ومتانة ً **
مما تتــخيله وتدركه الأفــكار

جــدران بــــيتي صرخت قائلة ً **
لا تبكيه فقد رحل مولي الأدبار
باعــك وبــاع الدنيا قــاطبة ً
ولم يلتفت لتوسلك في الأسـحار

يا حبيبا بكاه قلبي حسرة ً و ألما ً **
لن أمل من رثائك مدى الأدهار
وسأعيش أبكيك وأرثيك دوما **
وستظل في عيني الفارس المغوار
فقد كان مصابي فيك جللا ً **
ولا أطلب العـوض إلا من الجـــبار
فيــا رب بلغه مــا عــاشه أملا ً **
واجمـعني به عندك في دار القــرار

بقلم : أرملة الاستشهادي في آخر ليلة من الحداد