أختي الكريمة ..
الزواج هو السعادة .. والزوجة هي من ترسمها .. والحياة المستقرة هي الأصل الذي ينشده كل الخلق ..
لا تكثري من الأحلام الوردية .. في منعطف حياتك الجديد .. فما ترينه من كوابيس لنساء كثيرات في المجتمع اليوم .. ما هي إلا أحلام وردية كانت في الماضي .. ثم ما لبثت أن أصبحت مثل السراب .. ومرارات تتجرعها الفتاة صبحاً ومساءً .. يوماً بعد يوم ..
كيف تحولت الأحلام والأمنيات إلى أشباح تظهر في كل وقت ولا تغيب حتى في ساعات النوم !!
أختي الكريمة ..
لست متشائماً في الحياة .. ولا أحب أن أكون منفراً لأحد .. لا سيما وأنت تريدين التمتع بكل جزئية من حياتك .. كيف وهذه المرحلة العمرية .. هي ألذ المراحل .. إذا وفق الله .. في حياة كل أحد ..
أختاه ..
تنبهي لما سأكتب .. وخذيه بمحمل الجد .. وإلا عدي نفسك في عداد المطلقات المكلومات .. اللاتي يزداد عددهن يوماً بعد يوم .. في مجتمع لا يعرف للتوجيه الصحيح طريقاً .. فالكل مشغول بنفسه .. والكل لا يهتم إلا بنفسه .. إلا من رحم الله .. وقليل ما هم .. وأسأل الله أن أكون منهم .. آميـــن
انفعي نفسك – بعد الله – واحرصي على النجاح في هذه المرحلة القادمة .. وتحديداً في بدايتها .. وإليك زبدة ما توصلت إليه .. لعل الله أن ينفع بها .. ويرفع لي بها أجراً .. آمـــين ..
في ثقافة مجتمعنا .. تطغى الكثير من المفاهيم الخاطئة .. وتصبح لدى الفتاة من المُسَـلمات التي يجب أن تكون .. وما أنزل الله بها من سلطان .. في مسألة الزواج بشكل عام .. وهذا بداية الفشل .. وعنوان الخلل ..
ونحن معاشر الرجال .. نريد بل (( نعشق )) الفتاة المحبة لزوجها .. قولاً وعملاً .. تراعي مشاعره .. تقوم بشئونه .. تسهر على راحته .. توازن بين رغباتها وأمانيها وطموحاتها .. التي تريد تحقيقها .. وبين زرع الحب في قلب الرجل لها .. من أول تعامل بين الطرفين .. ويتضح هذا للزوج في البداية ..
فالمرأة عينها على يد الرجل ومدى كرمه .. والرجل عينه على (( مشاعر )) المرأة نحوه ..
إن مشكلتنا اليوم التي تعاني منها الكثير من أخواتنا المتزوجات .. هي في عدم (( لمس )) الحب الحقيقي من الأزواج لهم .. فهي من أقسى ما تعيشه الزوجه .. فإن سكتت عنه تألمت .. وإن أفصحت للغير وتكلمت تألمت .. وإن حاولت الإصلاح .. وهي لم تفهم المشكلة .. لم ينفع قولها الآن .. وقد خالف الفعل سابقاً .. وترسخ مفهوم عند زوجها تجاهها ..
ولذا يا أختاه ..
أمامك طريقين .. وكل طريق له نهاية تختلف عن الآخر .. فأما أحدهما فمضمون نتيجته السعيدة بإذن الله .. وأما الآخر فبين وبين وهو إلى الفشل أقرب .. هكذا رأينا الحياة .. وهكذا علمتنا .. والسعيد من وعظ بغيرة ..
الطريق الأول :
هو أن تقدمي رغبات زوجك وتضحي له بكل قدراتك وأحاسيسك ومشاعرك العاطفية والجسدية وغيرها .. أظهري كل قواك .. كوني واضحة في إظهار ذلك له .. في سبيل أن تكسبي قلبه ومن ثم تضمني عواطفه ومشاعره الإيجابية نحوك .. وهذا يكون في السنة الأولى من الحياة الزوجية بالذات .. حتى تكوني قد سيطرت عليه وأصبح لا يرى إلا أنت ولا يسمع إلا أنت .. ولا يريد ويعشق إلا أنت .. فقد وثق بك وبحبك ..
وقبل ذلك وهذه (( يحرص )) عليها الرجال كثيراً .. وللأسف تجهلها الكثيرات .. وهي شعوره الداخلي بأنك معه على الحلوة والمرة .. ومتفهمه لكل أوضاعه الأسرية .. والمالية .. والصحية وغيرها .. وهدفك الوحيد من أول موضع قدم لك في بيته هي (( إسعاده )) وأقولها بكل أمانه وصدق .. إن وصلتِ بقلبه إلى هذا الشعور في البدايات وأكررها في البدايات .. فأنت الرابحة في النهاية وأنت السعيدة الموفقة بإذن الله ..
وأظهري هذا الشعور في حدود (( المسموح شرعاً )) قبل الدخول وأثناء مراسم النكاح .. فليلمس الحنان وليشعر بالحب والرفق .. وليكن ذلك هدفاً لك من يوم الخطبة وبعد الموافقة عليه ..
الطريق الثاني :
أن تسعي إلى تحقيق مكاسبك الشخصية .. وأمانيك التي كانت تراودك كل يوم .. منذ أن تأهلت أن تكون صالحة للزواج .. تريدين الفارس الذي يحقق أحلامك الوردية .. تريدين الذي ينتشلك من عالمك الأول بما فيه من مآسي وهموم .. وربما مضايقة من أهل أو أقارب .. أو ربما من وضع مادي ضيق .. أو غيره مما يعتري كل أحد ويصيب كل فتاه ..
تريدين أن تتمتعي بالمميزات .. قبل أن يتمتع هو (( بحبك )) وهذه عاقبتها – غالباً – وخيمه .. ومآلاتها موجعه .. ونتائجها نراها كل يوم .. مزيد من حالات الطلاق والإنفصال .. بين أزواج ليسوا أقل الناس ..
كنتِ في بداية الأمر .. تراعين نظرة الأخوات والقريبات من بنات عم أو خال أو خالة أو عمه .. ماذا سيقولون عنك .. كيف لبسها وكيف أثاثها وكيف ذهبها ؟ .. وأين سافرت ووو .. تكثر مطالب الناس وأقاويلهم .. وتتعب من تراعيهم وتسمع لقولهم .. على حساب مراعاة (( قلب )) زوجها .. الذي يزداد بعداً يوماً بعد يوم .. وهي لا تشعر بذلك .. حتى تفيق بعد سنوات من الألم .. على حقيقة مرة .. وهي أن زوجها الذي تحبه .. لا يحبها !! ليس لذاتها وشكلها .. ولكن (( لتصرفاتها )) وجهلها بما يحقق له السعادة ..
فيبدأ الفراق بين قلب الزوجه والزوج .. في بداية الحياة الزوجية .. شيئاً فشيئاً .. المرأة بعد أن تجاوز الرجل المرحلة الأولى الهامة في حياته .. ووفر لها ما تريد أو أغلب ما تريد حسب قدرته وحاله .. تزاداد حباً وتمسكاً به .. ويزيد مع مرور الأيام والعشرة .. لا تسمع إلا به ولا ترى إلا هو ..
أما بالنسبة للزوج .. فحاله يختلف تماماً .. فمع مرور الأيام والليالي .. لا يزداد إلا برود ولا يعيش إلا المجاملة .. وهكذا تسير الحياة .. رتيبة يكسوها الملل .. لا تعرف للحب أو الرومانسية أو الإثارة أي معنى ..
وهكذا تكون النهاية غالبا ً .. إن لم تكن أسواء وتنتهي بالطلاق .. الذي زادت معدلاته في مجتمعنا بشكل لا يسع معه السكوت .. دون الخوض في نقاش الأسباب النقاش الصحيح .. والواقعي .. لنساهم في إصلاح المجتمع .. وتحديداً فتياته اللاتي لا يجدن الثقافة (( النفسية )) الكافية .. لبدء حياة جديدة .. وتعامل من (( قلب رجل )) يحتاج إلى وضع أساسات في سويداءه .. حتى يكن نعم الزوج المحب لزوجته .. المطيع لها .. المشبع بحبها وغرامها .. ووفائها ومودتها .. له
إن ولي أمر الفتاة ..
عليه مسئولية كبيرة في توضيح هذا الامر .. وتجليته لموليته بشكل كاف .. ولئن كان الأب كبيراً في السن .. لا يستطيع أن يتفهم لهذه المتطلبات .. فلا أدنى من أن يقوم الأخ بنصح أخته .. وتبيين هذه الأسباب التي إن قامت بها على أكمل وجه .. ستجد زوجاً حنوناً رؤوفاً همه إرضاء زوجته .. ومطلبه إكرامها حسب وسعه .. يفتخر بحبها .. ولا يساوم أحداً عليها ..
كلامي فيما مضى ..
عن الزوج (( الرّجل )) الذي يقدر التعامل الطيب .. والعلم الغانم .. وإلا فكم من فاضلة .. ابتليت (( بذكر )) قدمت له الغالي والنفيس وصبرت وتحملت .. ولم تجد منه إلا كل سوء ونكران .. وأجرها على الله ..
(( ختـامــاً )) ..
أختاه المقبلة على حياة سعيدة بإذن الله .. ضحي في البداية واحترقي لأجله .. بكل ما تستطيعين فأنت الرابحة في النهاية .. ولا عليك بأقوال السوء .. أهل الغل والحسد .. أو بمن غلب جهله علمه .. وكما قيل :
من كانت بداياتـــه محرقــــة .. .. .. كانت نهاياتـه مشرقـــــة ..
وإلى حياة مشرقة سعيدة مليئة بالحب والتضحيات مفعمة بالرومانسية المفقودة في أكثر البيوتات ..
منقووول