أحْلَى الأَوْطَان
ِ
فِي الْبُسْتَانِ.. في الْبُسْتَانِ
شَقْشَقَ عُصْفُورٌ رنّانٌ
رَفّتْ أوْرَاقُ الأزْهارِ
مَاسَتْ أغْصَانُ الأشْجَارِ
غَنَّتْ أوتَارُ الألْحَانِ
فِي الْبُسْتَانِ... فِي الْبُسْتَانِ
شَاهَدْتُ أحْلَى الْأوْطَانِ
عَانَقْتُ أطْيَافَ النُّوْرِ
رَاقَصْتُ أزْهَارَ الجُوْرِي
سَافَرْتُ عَبْرَ الوِجْدَانِ
الْخَاتَمُ الْمُنْزَعِجُ
بَاتَ الخَاتَمُ يَنْدُبُ حَظَّهْ
آه يا وَيْلِي
عُمْري أَقْضِيهِ في أُصْبَعْ
مَا أَحْلَى رَحَلاَتِ البَرِّ
أَنْأَى عَنْ شيءٍ لا يَنْفَعْ
مَا أَجْدَىَ لَوْ أَنْسَى هَمِّي
وَبِسِحْرِ الدُّنْيَا أَتَمَتَّعْ
لَكِنّ سجني أوْثَق عَزْمي
آهٍ.. كَمْ قَلبي يتوجعْ
طَلَّتْ سِلْسِلةٌ ذَهبيَّة
قَالَتْ يا عَمِّي لا تَحزَنْ
لَيْتَكَ لِلْمَاضِي تَرْجِعْ
ما أنْتَ إلاَّ مِنْ تُربَه
صَاغَتْكَ نَارٌ مَحْمِيَّه
ثُمَّ رُضِّعْتَ بالمَاسِ
لِتُزَيِّنَ أيْدي بَشَرِيَّه
لَولاَهَا مَا زلتَ دَفِيناً
لم تَعْرِفْ شَمْسَ الحُرِيَّه
ضَمَّتْ شَفَتَيْهَا بِسُخْرِيَه
آهٍ يا خَاتَمُ لَوْ تَسْمَعْ
أزْرَعُ أَرْضي
انْظُرْ لمَّا أَحْمِلُ فأْسي
أَقْطَعُ كُلَّ الشَّجَرِ اليَبْسِ
أَزْرَعُ أَرْضي أَطْيَبَ غَرْسِ
أَسْرَحُ أَمْرَحُ أَرْفَعُ رَأْسِي
أَضْحَكُ أَلْعَبُ لا لِلْعَبْسِ
أَجْنِي عِنْدَ نُضُوجِ التَّمْرِ
تَمْلأُ رِزْقي سِلالَ الخَيْرِ
أَشْكُرُ رَبِّي كُلَّ الشُّكْرِ
رِزْقاً أَحْصُدُ طُولَ العُمْرِ
أنَا في فرَحٍ تَحْيا نَفْسي
فِي الْبُسْتَانِ
أَزْهَارِي أحْلَى أزْهَارْ
مَزْرُوعَةٌ في وَسَطِ الدَّارْ
أُسْمِعُهَا دَوْماً أَلْحَاناً
يَتْلُوهَا طَيْرٌ ثَرْثَارْ
فِي فَرَحٍ أنْسَى أحَزَاني
وَتُنَوِّرُ لَيْلي الأقْمَارْ
مَعَهَا تَسْمُو أيَّامي
أنْغَاماً تُطْري الأَوْتَارْ
مَعَها تَغْدُو أحْلاَمي
أمْطَاراً تَسْقِي الأنْهَارْ
مَعَهَا تَبْدُو أقْلاَمي
أنْسَاماً تَشْدُو الأَشْعَارْ
أزْهَارِي تَكْتُبُ عُنْوَاني
وتُنَادي كُلَّ الأَطْيَارْ
أزْهَاري تَعْرِفُ وُجْدَاني
وتُعَادي كُلَّ الأشْرَارْ
أزْهَاري تَعْزِفُ ألْحَاني
أزْهَاري أحْلَى أزْهَارْ
ريْشَة
أنا رِيشَة
اسْمي شُوشَة
أرْسُمُ فَرَحاً
أَكْتُبُ مَرَحاً
أبْوَاباً أرْسُمُ ودْرِيشَة
أجْعَلُ مِنْ أحْلامِي كَنْزاً
أرْسُمُ طَيْراً... أرْسُمُ عَنْزاً
أغْصَاناً أرْسُمُ وعَرِيشَة
فِي رَأْسِي شَعَرَاتٌ سُوْدٌ
تَعْشَقُها كُلُّ الألْوَانِ
أُحَلِّقُ فَوْقَ الْبُستَانِ
أزْهَارٌ فيهِ وورودُ
ما أحْلاَها مِنْ عِيْشَة
غيْمَةُ سَلْمَى
مَرَّتْ غَيْمَةٌ فَوْقَ الغَابَة
ظَنَّتْ سَلْمَى أنَّها طَابَة
فَتَحَتْ كُلَّ نَوَافِذَها
مَدَّتْ يَدَها لِتُمْسِكَها
عَبَثاً... كَادَتْ تَهْوِي
سَلْمَى
مَرّتْ رِيْحٌ قُرْبَ الغَيْمَة
صَارَتْ ماءَ طابَةُ سَلْمَى
سَدَلَتْ كُلَّ نَوَافِذَها
أَلْقَتْ فَوْقَ الرَّأْسِ لِحَافاً
وَعَادَتْ تَحْلُمُ بِالْطَّابَة
أرْسُمُ مَاذَا؟
أرْسُمُ قصراً
أرْسُمُ وَرَداً
عُصْفُوراً أرْسُمُ
وحَمَامَة
أرْسُمُ بَحْرَاً
أرْسُمُ مَوْجَاً
أَغْصَاناً أرْسُمُ
وغَمَامَه
أَلْوَاني دَوْماً أحْمِلُهَا
أوْرَاقي أبَداً أحْفَظُها
لَوْحَاتي شَوْقاً أَحْضُنُها
لا أشْقَى حُزْناً وَسَآمَة
فِي الْبُسْتَانِ... فِي الْبُسْتَانِ
أَضْحَكُ ألْعَبُ فِي الْبُسْتَانِ
أرْكُضُ أمْرَحُ.. أَزْهُو أفْرَحُ
أَزْرَعُ مَجْداً.. أَكْتُبُ عَهْدَاً
وَشِعَاراً ضِدَّ الطُّغْيَانِ
فِي الْبُسْتَانِ.. في الْبُسْتَانِ
تَكْبُرُ أحْلاَمِي وَتُصَانُ
أَحْمِي أزْهَارِي وَوُرُودِي
أَوْ فِي أقْوَالِي وَعُهُودِي
وَأَصُدُّ كُلَّ العُدْوَانِ
فِي الْبُسْتَانِ.. فِي الْبُسْتَانِ
أَلْعَبُ أمْرَحُ فِي الْبُسْتَانِ
تَغْدُو أيَّامِي أمْجَاداً
رايَاتٍ تَعْلُو وجِهَاداً
فِي طَاعَةِ رَبِّي الرَّحْمنِ