امور متوقفة علي فهم القرأن وتدبر معانيه
-------------------------------------------
هناك مصالح كثيرة متوقفة علي تدبر القرأن، فإذا وجدت رُجي حصولها، وإذا فقد التدبر امتنع حصولها او يكاد او قل نفعها او ضعف شأنها، ولذلك قال صلي الله عليه وسلم: "إذا قام احدكم من الليل فاستعجم القرأن علي لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع"
ومن هذه الامور ما يلي:-
1- عظم اجر التلاوة:
فإن اجر التلاوة يُرجي بأداء التلاوة وبمزيد من التدبر، قال الإمام النووي- رحمه الله-: "اعلم ان التلاوة افضل الاذكار، والمطلوب القراءة بفهم"
وقال ابن الجزري-رحمه الله-:" والصحيح بل الصواب ما عليه معظم السلف, وهو ان الترتيل والتدبر مع قلة القراءة افضل من السرعة مع كثرتها"
2- حصول بركة القرأن وانتفاع القلب بها:
وفي ذلك يقول الآجري- رحمه الله-: " وإن الله وعد لمن استمع كلامه فأحسن الادب عند استماعه، باتباعه والعمل به، ببشري منه بكل خير وافضل الثواب.
فقال عز وجل :-" الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب"...
قال شيخ الإسلام: "ومن اصغي بعقله إلي كلام الله وكلام الرسول -صلي الله عليه وسلم- وتدبره بقلبه، وجد فيه من الفهم والحلاوة والهدي وشفاء القلوب والبركة والمنفعة مالا يجده في شيء من الكلام ، لا منظومه ولا منثوره".
ومن هجر التدبر فقد حرم نفسه خيرات كثيرة، فقد قال علي- رضي الله عنه-: لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فقه فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها".
3- التفضيل بين القراءة من المصحف والقراءة عن ظهر قلب:
ومن زاد خشوعه في القراءة من المصحف فيختارها ، ويختار القراءة عن ظهر قلب لمن يكمل بذلك خشوعه.
4- التفضيل بين القراءة في الصلاة والقراءة خارجها:
يقول في ذلك شيخ الإسلام- رحمه الله-: " الصلاة افضل من القراءة في غير الصلاة، ولكن من حصل له نشاط وفهم للقراءة دون الصلاة ، فالأفضل في حقه ما كان انفع له"
5- التفضيل بين الجهر بالقراءة والإسرار به:
يقول النووي- رحمه الله-: " جاءت آثار بفضيلة رفع الصوت بالقراءة وآثار بفضيلة الإسرار، قال العلماء: والجمع بينهما ان الإسرار ابعد من الرياء، فهو افضل في حق من يخاف ذلك, فإن لم يخف الرياء فالجهر افضل، بشرط ان لا يؤذي غيره من نائم او مصلي او غيره. ودليل فضيلة الجهر ان العمل فيه اكثر، ولأنه يتعدي نفعه إلي غيره، ولأنه يوقظ القلب.
6- قصر المدة التي يختم فيها القرأن:
فإن فضيلتها مترتبة علي فهم القرآن وتدبره وتأثر القلب به. وحينما سُئل زيد بن ثابت: كيف تري في قراءة القرآن في سبع ايام؟ قال: " حسن، ولأن اقرأه في نصف شهر او عشر احب إلي لكي اتدبره وأقف عليه".
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله-عن قراءة الإمام في صلاة التراويح:"ليس المهم ان يختم، وإنما المهم ان ينتفع الناس في صلاته، وفي خشوعه وقراءته, حتي يستفيدوا ويطمئنوا.....لأن عنايته بالناس، وحرصه علي خشوعهم وإفادتهم اهم من كونه يختم".