من اجل قراءة مؤثرة للقرآن
-----------------------------
اولا: ان يستحضر القاريء درجات تدبر القرآن، وهل سيقصد التأمل والتفكر؟ او الخشوع والتأثر؟ او محاسبة النفس؟ او استنباط الحكم والاحكام؟ فالمهم ان يحصل تنبيه وتذكير للقلب بما هو مقبل عليه وكيف يقبل عليه.
ثانيا: ان يستحضر عظمة القرآن، وجلال قدرته، وعلو منزلته، وجزيل إنعام الله علي من قرأه، فيتهيأ لكلام الله بالوجل والخوف والرجاء، والفرح به; عسي ان يظفر بالمقصود من إنزاله، وليتهيأ لذلك ظاهرا وباطنا.
ثالثا: إذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم فليستحضر بذلك طلب العون من الله من كيد الشيطان‘ فإنه يسعي جهده لصد القاريء عن كلام الله، ويحول دونه ودون الانتفاع بالقرآن، فهو إما ان يشغل قلبه بالنظر في معانيه، او يصرفه فهمه في غير المقصود. فليستعيذ بالله من كيده وشره ومكروه، والمعصوم من عصمه الله.
رابعا: وحين يقرأ القرآن يرتل ويسترسل‘ كالباحث عن معني قد يخفي بالقرءة السريعة، فهمته عرض المعاني علي القلب، عسي ان يتأثر او يخشع، وليست همته متي يختم السورة؟ فهو لا يرضي لنفسه ان يقرأآيه لم يقف عند مدلولها، او لا يعرف المقصود منها، او يجهل تفسير كلماتها.
خامسا: مما يعين القاريء علي معرفة دلائل الآيات: النظر في مورد السياق(الكلام السابق واللاحق)، واستحضارموضوع السورة، او المقطع او المشهد الذي تصوره الآيات، والبحث عن حكمة الترتيب ووجه التعقيب في آخر الآيه، والغاية التي تدور حولها الأيات، والنظر في ذلك كله مع تصور الأثر المقصود الذي تحدثه في نفس القاريء ونفوس السامعين، فيسبح تارة ويسأل تارة‘ ويستعيذ تارة آخري.
سادسا: معرفة اجواء التنزيل، وكيف تلقي الرسول-صلي الله عليه وسلم- الآيات، وكيف وقعت في نفوس الصحابة حين سمعوها لاول وهلة.
سابعا: النظر فيما ينبغي عليه نحو دلالات الآية وإشاراتها، فإذا مر بأيه فيها خطاب للأنبياء علم انه مخاطب بذلك، وإذا مر بذم الله لاعمال العصاة والظالمين علم انه مخاطب بذلك وان تأثره مقصود وحذره مطلوب.
ثامنا: إذا تأثر بآيه وانتفع بها قلبه، فرح بها وكررها وأعاد النظر فيها، فلا يتجاوزها حتي تنطبع معانيها في قلبه، وينشرح بها صدره.
من كتاب تدبر القرآن للكاتب سلمان بن عمر السنيدي
[b]