لم اعرف معنى المــــــــــــــوت إلا أمس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....ترددت كثيرا قبل ان انشر هذا الموضوع ....لأنه يحمل بعض

الخصوصية ولأنى اخشى ان أثقل عليكم....ولكن اتمنى ان نشره يكون فيه الفائدة والنصيحة الحسنة لوجه الله تعالى

وألا يكون فيه اى رياء...كنت دائما ما اسمع عن وفاة فلان او فقدان شخص لفلان...كنت اشعر بالأسى وتمضى الأيام

وكل شئ على ما يرام....حتى جاء أمس...كان يوم عصيب...حيث حدثت فيه اول حالة وفاة تكون قريبة لى

...ايقظنى زوجى صباح امس ليخبرنى ان ابنه عمتى قد توفاها الله...استيقظت مفزوعة حيث فاجئنى الخبر و بقيت

مندهشة فترة ثم بدأت استوعب ما يحدث...احقاً ابنه عمتى ؟؟تلك النى فى الثامنة عشر من عمرها..تلك التى ارتدت

النقاب وهى فى اوائل المرحلة الإعدادية بمحض إرادتها....تلك التى عندما يأتى رمضان لا تنام ليلاًو لا نهاراً،حيث

تقرأ القرآن الاف المرات وتصلى القيام والتهجد وتعتكف العشر الأواخر؟،تلك التى تختم القرآن فى التهجد كل ثلاث

ليالى...تلك التى حفظت القرآن كله...تلك التى كانت ترسل بالرسائل لكل الأقارب والأصحاب قبل شهر رمضان

لتذكرهم بالطاعات والجهد فى العبادات ....تلك التى كانت تتمنى لو جائتها اى فرصة لتقديم نصيحة او يد المساعدة او

عمل الخير...؟؟؟...نحسبـــــــــها على خيــــــــــر....رزقها الله الهداية وصلاح القلب منذ صغرها ونحن نعلم انه ليس

من السهل ابدا فى ذلك السن الوصول لذلك المستوى من التفكير...كانت ترغب فى دخول كلية طب الأسنان لتوفر على

النساء عناء الذهاب الى الأطباء الرجال...كانت تعلم انها انما خلقت لأجل عبادة الله...راودتنى كل تلك الأفكار وانا فى

طريقى مع زوجى الى بيت عمتى لتقديم العزاء والمساندة...وأخذت افكر ما اعظم مصيبتك يا عمتى فإنها البنت الوحيدة

مع أربع ذكور...كم كانت بارة بكى وكم كنت تعشقيها...وصلت الى شقة عمتى وانا اشعر بالدوار وساقاى تعجزا

على ان تحملانى...كانت شقتها مقفولة فجلسنا فى الشقة المقابلة التى فتحت لإستقبال الأقارب،،كانت شقتها مقفولة حيث

كان يتم غسلها وتكفينها...قامت عمتى وزوجها بغسل ابنتهم...يالله !!ما تلك الإرادة وكيف هو ذلك الإيمان؟؟!!فتحت

الشقة ابوابها واخبرونا هيا لنصلى عليها...دخلت الشقة وعبراتى تغمر وجهى واجر قدماى جرا...ولأول مرة امر

بمثل هذا الموقف حيث وجدت جثمانها امامى وقد تم تكفينه وقد وضوعها فى اتجاه القبلة وصلينا عليها...والله لم اعرف

كيف صليت وقتها ولا كيف مرت تلك اللحظات...صعد اعمامها واخوالها ليحمولها ...بكينا و ودعناها فالله اعلم متى نلقاها..كانت والدتها فى عالم آخر ولكن اشهد الله لم اسمع لها نحيبا او عويلا كانت تسقط عبراتها فى صمت

وسكينة...وكان والدها مبتسم بلطف ...شعرت وكأنها اسرة من زمن الصحابى...جلست اخت صالحة بارك الله لها

واعطتنا درسا عن نهاية الإنسان وما الذى ينفعه غير عمله وصلاح قلبه و اننا يجب ان نعتبر من ذلك الموقف و هذا

هو الهدف من الموت ...العبـــــــــــرة....دعونا لها كثيرا أثناء وقت دفنها لأنه بمجرد تغطيتها بالتراب سيبدأ الملكين فى

سؤالها...أخذنا ندعو لها بالثبات عند الأجابة والشهادة عند الأجابة ....وتم دفنها ومرت الساعات ونحن نبكى

وندعو....شعرت بانى ارغب فى ان انقل لكم ذلك الموقف ليكن لكم عبرة كما كان لى...بالله عليكم...اعملوا على

صلاح قلوبكم...لا تقولوا ...غدا....لا تدرون هل سيأتى الغد ام لا؟؟؟و فى النهاية اسألكم الدعاء لها ولأبويها بالصبر

والثبات ...فالدعوة بظهر الغيب لها أجر عظيم....ولا نقول الا ما يرضى الله....إنـــــــــا لله و إنا إليه راجعــــــــــــــون