يمر معظم الأطفال بمرحلة الأسئلة الفضولية التي لا تنتهي. وهذا مؤشر طبيعي على النمو السليم لعقلهم، ولكن بعض الآباء والأمهات يتخوفون من أن ينطق احد أولادهم بالسؤال الأكثر إحراجا ما هو الجنس، أو ببساطة من أين يأتي الأطفال؟
وقد تأتي هذه الأسئلةَ المحرجة أسرع مما تتوقع. وأحياناً في الأوقات غير المناسبة. ولكن يجب أن نتذكر دائماً بأن الطفل عندما يسأل عن الجنس فهو ببساطة يحاول أن يفهم العالم من حوله، ومن حقه أن يتعلم الحقيقة.
ولان مناقشة الحقائق العلمية حول الجنس معه في هذه المرحلة العمرية الصغيرة ستساعده على بدء نقاشات مفتوحة حول الجنس، والقضايا الصعبة الأخرى المتعلقة به، ينصح الدكتور اتكينز، طبيب مشارك في كلية دارتموث، قسم السلامة النفسية للأطفال:" من اجل أن يحظى الطفل بسلامة نفسية يجب أن يفهم حقائق جسمه وكافة وظائفه المدهشة، ويفضل أن تكون بطريقة لطيفة."
وينصح الدكتور اتكينز بالبدء بالحديث عن الجنس مع الطفل في أي مرحلة عمرية يكون فيها الطفل مستعداً وتواقاً لمعرفة هذه الأمور ويكون ذلك على الأغلب في سن ثلاث سنوات. أما المؤشر فيكون غالباً استفسار الطفل عن هذه الأمور والتي قد تبدأ بسؤاله لماذا أنا مختلف عن شقيقتي، أو لماذا لا تملك شقيقتي عضو ذكري؟
واليك هذه النصائح للإجابة على أكثر الأسئلة الفضولية التي يطرحها الأطفال غالباً:
إذا استفسر الطفل عن أعضائه التناسلية، ينصح الأهل باستخدام الأسماء العلمية للأعضاء مثل القضيب، والمهبل، والشرج، والفرج والابتعاد عن الأسماء الدارجة للأعضاء التي يستعملها البعض للشتم. ويمكن استخدام احد الكتب التعليمية التي تحتوي على شرح الأعضاء، وبهذا يأخذ الموضع منحى طبي ثقافي حتى لا يشعر الأهل بعدم الراحة أو الإحراج.
إذا استفسر الطفل عن كلمة سمعها أو قرأها فيها دلالة جنسية، يجب على الأهل أن يصححوا معلومات الطفل إذا سمع كلمة تستخدم احد هذه الأعضاء للشتم، ويخبروا الطفل بأنها كلمة سيئة، وبأن الطفل المؤدب لا ينطق مثل هذه الكلمات.
إذا أراد الطفل الحديث عن موضوع الجنس في الإمكان العامة، أو المدرسة، يجب على الأهل أن يخبروا الطفل بأن هناك أماكن للتحدث عن هذا النوع من المواضيع، والمدرسة ليست من هذه الإمكان. حفزوا الطفل على الإجابة عن هذا السؤال، بسؤاله، "أين نتحدث عن أجسامنا؟ واتركوه ليجيب في البيت وفي مكتب الطبيب. ومع من نتحدث عن هذه المواضيع؟ مع ماما وبابا." وهكذا.
إذا قام الطفل بلمس أعضائه التناسلية، ينصح الأهل بان لا يخيفوا الطفل أو ينهروه بطريقة حاسمة، فالطفل ببساطة يتعرف على جسمه، وقد يكون متضايقاً من الحفاظة أو ببساطة يشعر بالراحة للمس جزء من جسمه أو قد يكون مصاباً بطفح جلدي. أن إهمال الاستجابة للطفل قد يفاقم المشكلة. ويمكن أن ننبه أطفالنا إلا انه من غير اللائق أن يلمسوا أعضائهم التناسلية في الأماكن العامة، بل أن هناك أماكن خاصة لذلك مثل الحمام. والأطفال يركزون بشدة وسوف ينتبهون على هذه الملاحظات.
إذا سأل الطفل، من أين أتى أخي الصغير؟ يجب على الأهل أن يجيبوا الطفل حسب مستواه العقلي، مثلاً ماما أنجبت أخاك مثلما أنجبتك. لا يحتاج الطفل أن يعرف الطريقة الطبية بتفاصيلها فقد لا يفهمها، كما يجب أن لا نضحك عليه أو نستهزئ بسؤاله، فالأطفال متفتحو الذهن ويمكنهم تمييز الكذب. يمكنك أن تجيب سؤاله بسؤال أخر فربما يكون قصد الطفل هل جاء أخي من المستشفى؟ هل قامت أمي بشرائه من المتجر؟ وهكذا فالطفل لا يعي حقيقة انه كان مكان هذا الطفل، بل هو موجود وهذا الطفل جاء من مكان ما.
إذا سأل الطفل، كيف دخل الطفل إلى بطن ماما، هل أكلته؟ يجب على الأهل أن يوضحوا بأن الأطفال لا يؤكلون بل أنهم هبة من الله تحفظ في مكان مناسب قرب المعدة في بطن الأم،حتى يبقى بعيداً عن الخطر وحتى تعتني الأم به، كما تعتني بك، وتحضنك، وبأنه سوف يخرج يوم عيد ميلاده ليلعب معه ويحدثه. لا تترك الطفل مشوشاً، فقد يؤثر هذا على تركيب أفكاره العام، فيعتقد بأن أكل الناس أمر طبيعي على سبيل المثال.
إذا قام الطفل بسرد معلومات الجنس للأطفال الآخرين في المدرسة أو المعلب، يجب على الأهل أن يخبروا الطفل بأن هذه المعلومات خاصة بالعائلة ويجب أن لا يشارك أحدا بها.
إذا قام الطفل بإظهار سلوك ودي جداً في المدرسة أو مع أطفال من عمره. يجب أن يدرك الأهل بأن الأطفال عاطفيين بطبيعتهم، وهم لا يعرفون كيف يتحكمون بمشاعرهم اتجاه الأشخاص الذين يحبونهم، ولهذا يجب أن نلفت انتباههم إلى أن الأطفال الآخرين قد لا يكونون مرتاحين إذا قاموا بتقبيلهم بشكل مستمر.
كما يمكن للأهل أن يحددوا الأشخاص الذي يجب على الطفل أن يقبلهم، وبالتالي يتم توجيه الطفل عاطفياً.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن نعلم الأطفال بأن كشف عورتهم للناس أمر سيئ وغير مستحب، وبأن الناس تحب الأطفال الملتزمين بالأدب. أن التعامل مع الطفل يجب أن لا يكون أمرا محرجاً للأهل، لان الطفل لا يعلم ما هو المحرج في الأمر، فهو يريد إجابة لسؤاله فقط.
وينصح الأهل بالتحدث معاً ومبكراً مع أطفالهم حول هذه المواضيع، قبل ذهابهم إلى المدرسة حتى لا يتعرضوا إلى التحرش الجنسي، أو حتى لا يستغل طيبتهم شخص مريض نفسياً ويسبب لهم الأذى. كما من المهم أن يكون الأهل المرجع الوحيد للطفل حول هذه الأمور، يجب أن يبني الأهل ثقة متبادلة مع الطفل حتى يستطيعوا السيطرة على جميع أسئلته فيما بعد.