اصبر علِىَ قليلا
فنادؤك قد بات ثقيلا
سأصحوا الأن صدقنى
يكفيك صراخا وعويلا
أعرفك لحوحا وغبيا
والله لأرديك قتيلا
.......
ظللت طويلا أحملق فيه
عل ذلك يسترعيه
بالعكس قد ذاد عويلا
وكأن غضبى يستهويه
لم أملك نفسى ساعتها
وصفعت جهاز التنبيه
........
لملت جسدى بعناء
وزحفت من تحت غطائى
لم يبق للنوم مكان
يلقاه بصبحى ومسائى
لا يكفى ليل ونهار
لدروس الطب البلهاء
........
وقمت مقلوب الفم
محروقا من قهر دمى
أتأمل فى غضب نفسى
طبيب ؟ يا فرحة أمى !!
ليتنى لم أدرس يوما
وبقيت جهولا وأمى
.......
وضعت فى جيبى السماعة
وأخذت المعطف والساعة
وحملت كتب مرعبة
تحوى شذاما وبشاعة
لم يبقى غير العدسات
كى أكمل زى الفزاعة
..........
وما أن تلبس زيك ذلك
إلا وأنقلب ما كان ببالك
فهذا أنشل وذاك توفى
وفلان نزف وأخر هلك
ومياهنا سممها الدود
والأكل ويلا ومهالك
.....
ما بين نساء وعيون
وأنف وأذن وجراحة
وباطنة وطب سموم
وأطفال تتمنى الراحة
يتنقل دوما أستاذ
بكل صلف وبجاحة
......
ليقول وبكل بلادة
كلاما ما فيه إفادة
وتعلم فى أخر يومك
أن الدرس كان أعادة
ولم يبقى أن تدرس إلا
مائتى صفحة وذيادة
......
ولا يضيع التعب هباءا
يتوج فى مشفانا مساءا
حين ترى دنيا أخرى
ونساء ما عدنا نساءا
ورجال كالصبية صاروا
وأطفال تنفجر دماءا
....
ولن تقف طبعا مذهولا
ولو كنت برعبك مشلولا
فستلقى نفسك بعد قليل
عن ألف مريض مسؤلا
لتداوى هذا وتسعف هذا
وتعطى أولئك محلولا
...
وتعرف كيف فلانا نزفا
وكيف قعد وكيف وقفا
وكيف تلك وضعت حملا
وكيف فلانا هتك الشرف
وتحلل بولا وبرازا
وصديدا مملوءا قرفا
.....
ملاحظة بالذكر جديرة
مهنتنا ليست بعسيرة
لا تعدوا أن تعطى حقنا
وتلف ضمادا وجبيرة
وتداوى حرقا أو كسرا
وجروحا صغرى وكبيرة
........
وتحفظ مليون دواء
ومليار عرض للداء
وأعداد لا حصر لها
من أمراض الأعضاء
وكيف تفحص كل مريض
وكيف تداوى أى بلاء
.......
سؤال من كل قلبى
كيف أكفر عن ذنبى ؟
لئن أحينى الله يوما
ورزقنى , عهدا ربى
لن أدخل أى من ولدى
أبدا كلية طب..
أسف على التشكيل