ربما لم التقيه منذ سنوات ، ربما لم التقط تليفوني النقال الذي ابغضه لأستمع لصوته ، ربما اعطيته عشرات الوعود بأمل اللقيا خلال اجازة من اجازاتي الكثيرة القصيرة الى القاهرة نجلس معا مثل زمان في مكتبه المتواضع بكلية رياض الأطفال بالدقي وسط زحام الطالبات والموظفين والعمال نحتسي القهوة معا ونهيم مع ايام زمان والاولاد وحواديته الشيقة الجذابة التي عشقتها . كنا نتقابل وجها لوجه ، تتخطفنا موجه رائعة من الشجن والود والنقاء والصدق والنبل الذي لا يغادر عينيه الضيقتين ابدا . ابلغني صديقنا المشترك بمرضه وحساسيته المفرطه لهذا الامر ، ولم اكن احتاج الى هذه التذكرة اصلا . اختطفني الهلع والقلق والاكتئاب . هاتفته ولم يكن بالمنزل ابلغني احمد انه تحت ياخذ الحقنه ! لم استطع ان اكلمه او التقيه ، انكرت مرضه عليه وعلى نفسي ،كنت اتمزق وانا اتابع الانباء حتى لحظة فراق الحبيب … ايها الصديق العزيز الرائع والدكتور الحبيب النابه لكم افتقدك . رحمك الله ايها العزيز الغالي . د. احمد الباسوسي استشاري الامراض النفسية مستشفيات جامعة القاهرة