تصميم مجلات الطفل من حيث الشكل:
لا نستطيع أن تنكر أن هناك تطوراً حدث في مجلات الأطفال من ناحية الشكل – لكن مجلات الأطفال العربية وصلت في النهاية إلي أشكال متقاربة جداً فهناك تشابه كبير بين مجلات الأطفال في الوطن العربي، فنجد مثلاً ( القطع ) الذي يتكرر في معظم مجلات الأطفال مثل ( علاء الدين – ماجد – العربي الصغير- قطر الندي) أما أميز مجلات الأطفال من ناحية القطع مجلتي ( سمير - ميكي ).
وتتشابه أيضاً مجلات الأطفال العربية من ناحية الورق المستخدم فمعظمها يستخدم الورق الخفيف شبة المصقول، والذي يضفي بعض اللمعان علي الصفحة الممتدة أمام عين الأطفال ويضفي لمعة علي الألوان وقد ثبت أن استخدام هذا الورق خطأ بالنسبة لعين الطفل وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة. ... وقد ثبت أن هذا الورق يؤذي عين الطفل ويبعد عنه التركيز أثناء القراءة وخاصة إذا انعكست أشعة الشمس أو الضوء علي الورق.
كما أن هذا الورق ضعيف سهل التمزيق في يد الأطفال.
لهذا نجد معظم المجلات الأجنبية تستخدم الورق المقوى المطفأ اللمعة مما يساعد علي ظهور الألوان أكثر طبيعية وتحفظ عين الطفل.
الألوان أكثر شيء يجذب انتباه الطفل الصغير، والمشكلة أن مجلات الأطفال العربية تستخدم الكمبيوتر في الطباعة وهذا لا اعتراض عليه ولكن يجب مراعاة أن تظل مجلة الطفل قريبة من الألوان الطبيعية المريحة بالنسبة لعين الطفل.
كما تتراوح عدد صفحات مجلات الأطفال العربية بين 32 صفحة و82 صفحة( ).
تصميم مجلات الطفل من حيث المضمون:
قليل من مجلات الأطفال العربية الذي استطاع تقديم شخصية ذات ملامح ثابتة وطابع عربي يستطيع الطفل الارتباط به علي مدي زمني طويل.
اللغة تمثل مشكلة في معظم مجلات الأطفال العربية، إذا أن هيئات التحرير المختلفة لهذه المجلات لا تحدد المرحلة العمرية التي تخاطبها وبالتالي لا ترجع إلي قاموس لغوي للطفل لتختار منه ما يناسب هذه المرحلة، لهذا نجد تأرجحاً في مستوي اللغة داخل العدد الواحد، حيث نجد موضوعات كتبت بلغة عربية رصينة للطفل المراهق وأخرى لطفل العاشرة، وتتضمن المجلة موضوعات متنوعة، فالعدد الواحد منها يحتوي علي الخبر والمعلومة والقصة والرياضة والشعر والطرفة والدعابة وغيرها من الألوان، وهذا التنوع يتطلب تنوعاً في لغة التعبير ( ).
وهكذا لا نجد مجلة تتوجه إلي مرحلة سنية معينة بل نجدهم جميعاً يخاطبون الأطفال بعامة... ولكن نلاحظ بعض المحاولات التي بذلت في هذا الطريق ولكنها للأسف لم تستمر مثل "ياسين وياسمين" التي صدر منها العدد التجريبي وكانت تتوجه لطفل ما قبل المدرسة وكذلك مجلة "الشروق" التي صدر منها العدد الأول في أكتوبر 1994م وكانت تتوجه إلي طفل الروضة.
وكانت مجلة "ياسين وياسمين" مشروع مجلة نموذجية للأطفال من سن 4 – 7 سنوات هي أولي مجلات الأطفال، وقد حكم اختيار الرسوم والمواد بمجلة "ياسين وياسمين" بعض الاعتبارات أهمها:
1- اختيار الشخصيات والنماذج البشرية من الواقع بملامحها وخصائصها المحلية.
2- تقديم الأماكن والأشياء داخل البيت وخارجه في الرسوم بالصورة التي يراها الطفل في واقعه.
3- تناول تصوير الأشخاص والكائنات والأشياء في الموضوعات تناولاً مختلفاً عما هو شائع، وواقع تحت تأثير الثقافات الأوروبية والأمريكية.
4- اختيار الأسماء الواردة في النصوص من الأسماء الشائعة في الأوساط الاجتماعية العريضة، وعدم الاقتصار علي الأسماء المستعملة في الشرائح الاجتماعية العليا( ).
تقسيمات صحافة الأطفال:
صحف جامعة، وهي أكثر صحف الأطفال شيوعاً، وتعني عادة بنشر القصص والمسلسلات المصورة والطرائف والمسابقات والمعلومات والأخبار والتحقيقات والأعمدة القصيرة.
صحف المسلسلات المصورة أو الهزليات، وهذه الصحف تعتمد علي النكتة السريعة وقد تكون مغامرة أو جريمة وقوامها في العادة الرسوم المتتابعة التي تمثل كل واحدة منها مشهداً كاملاً يرافقه في الغالب كلام مطبوع.
صحف الأخبار، وهذه الصحف تعني عناية خاصة بعرض النشاطات العديدة للأطفال في شتي الميادين.
صحف رياضية للأطفال، وهذا النوع من الصحف محدود، وتقدم تمرينات وألعاباً رياضية مصحوبة بالرسوم والصور.
صحف ومجلات دينية، وتتولى إصدارها جماعات ومدارس دينية مختلفة وتعمل علي غرس الوعي الديني في نفوس الأطفال.
صحف خاصة بالبنات، ويعزي إصدار مثل هذه الصحف إلي أن سرعة النمو الجسمي والعقلي والعاطفي للبنات تختلف عن البنين، كما أن ميول البنين تختلف عن ميول البنات.
صحف ومجلات للمكفوفين والصم وهي تعتمد علي طريقة الكتابة البارزة ( ).
ومن الضروري توضيح أسس اختيار المادة الصحفية لمجلات الأطفال في المرحلة من سن ( 2- 4 ) سنوات:
فالطفل في هذه المرحلة يكون في البيت أو الحضانة أو في الروضة وفي هذه المواقع، يكون الطفل بحاجة إلي الطمأنينة النفسية، وهو قادر علي امتلاك مقدرة لغوية يستطيع من خلالها تركيب الجمل اللغوية ولكن ما يمتاز به في هذه المرحلة أنه ميال للحديث عن ذاته، ويستمع إلي الكبار، لذلك نختار له مادة تشبع رغبته هذه مع الاستفادة من اكتسابه المهارات اللغوية.
والطفل في هذه المرحلة يحب القصص، فنختار له مادة تركز علي القصص وبخاصة المصورة، التي تملأها الحركة والحيوية والنشاط لأن ذلك يمتع الطفل وبخاصة إذا ما عرفنا اعتماده في هذه المرحلة علي الحركة.
ويمكن للكبار أن يساعدوا الطفل في قراءة بعض القصص علي مسامعه والمطلوب من المادة الصحفية المختارة لهذه المرحلة أن تركز علي الاهتمام بالصور والرسومات والكتابة بأحرف ذات حجم كبير، مع ضرورة مطابقة الصور للنص وكذلك الإكثار من القصص التي تتحدث علي لسان الطير والحيوان، وتعتمد علي أسلوب الخيال، لكنه المرتبط بالواقع والبيئة.
وعلينا أن نراعي خصائص نمو الطفل في سن الرابعة، حيث يبدأ نموه العقلي بالظهور، لذلك علينا أن نختار له مادة تراعي فضوله في كثرة الأسئلة والاستفسار وترد علي ما يدور في ذهنه، وبخاصة في محاولاته للتعرف علي البيئة المحلية، وما يحيط به من حيوانات وطيور ونباتات وأشياء مختلفة في الشارع والروضة والحضانة والبيت.
لذلك فمن أسس اختيار المادة الصحفية للطفل، اعتمادها علي القصة والرسومات من البيئة التي يعيش فيها، وأن تكون الكلمات المكتوبة مدعومة بالصور والرسومات المعبرة وبشرط أن تكون الصور من واقع الطفل، وأن تخلو من التفصيلات المملة، وكذلك الازدحام والكثرة.
كما أن الطفل في هذه المرحلة مولع بالذات، والحديث عن نفسه، وخبراته الذاتية، لذلك يفضل اختيار قصص قصيرة، قليلة في شخصياتها وحوادثها، تدور في موضوعها الرئيسي حول خبراته ونفسه، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة محاولة التخفيف من الحديث عن الذات، والتملك والتركيز علي الأنا في النتيجة العامة للقصة بحيث يحاول الطفل التعرف علي الحياة الجماعية والتفاعل فيها، وأن تكون المادة المختارة تعتمد علي أسلوب التكرار في العرض، لأن الطفل في هذه المرحلة يمتاز بحبه للتكرار في حديثه وأسئلته.
وفي مجال الألعاب والأحاجي والألغاز، يفضل اختيار ألعاب فردية في البداية ثم محاولة الانتقال منها إلي الألعاب الجماعية وبخاصة في سن الرابعة.
كذلك يحب الأطفال في هذه المرحلة الأناشيد والأغاني، لذلك يجب اختيار مادة صحفية تركز علي هذين اللونين من الأدب، كما أن المادة المقدمة للطفل في هذه المرحلة يجب أن تميل إلي الاختصار والعرض السريع، والابتعاد عن التفصيلات لأن الطفل غير قادر علي القراءة بشكل صحيح.
أسس اختيار المادة الصحفية لمجلات الأطفال في المرحلة من سن (5-7) سنوات:
في هذه المرحلة يبدأ الطفل استعداده لدخول المدرسة، ويتهيأ استعداده للتعلم ويظهر حبه للمعرفة والاطلاع ويبدأ نموه الجسدي بالتزايد الواضح، كما يسير نموه العقلي بالتوازي مع النمو الجسدى، حتى يأخذ قدرته الطبيعية علي التعلم، ففي سن السادسة يبدأ أولي سنواته المدرسية في الصف الأول الابتدائي.
ويأتي من البيت أو الروضة وقد امتلك مهارات لغوية، تجعله قادراً علي التحدث، ومستعداً للقراءة والكتابة، وحفظ القصص وروايتها والتعبير عما يريد بوضوح. كذلك تكون أسئلته قد بدأت تتحدد وتتبلور لمعرفة البيئة والمحيط الذي يعيش فيه.
ويكون قد حصل رصيداً لغوياً ومعرفياً، يشكل نواه لقاموسه اللغوي والمعرفي الذي يعينه علي التعلم في الكتب المدرسية. ويظهر في هذه المرحلة ميله إلي حب التمثيل، والتقليد، وتقمص الشخصيات والأدوار التي تثير اهتمامه وإعجابه.
ويبدأ بالتطلع إلي خارج واقعة أو بيئته، ويبدأ خياله الحر بالظهور بعد أن كان في المرحلة السابقة خيالاً محدوداً مرتبطاً بالواقع والبيئة لذلك يبدأ محاولته في التعرف علي الحيوانات والطيور غير المألوفة لديه، وكذلك النباتات والأشياء غير المألوفة في واقعة، ويبدأ بتكوين إطار شخصيته المستقلة.
كما أنه يرغب في قراءة القصص المصورة، ويجنح إلي القصص البطولية والمغامرات، وانتصار الخير علي الشر، والحق علي الباطل، والفضيلة علي الرذيلة( ).
لذلك كله يجب أن نراعي في اختيارنا للمواد الصحفية ما يناسبه في هذه المرحلة وفقاً لمعطياتها وسماتها، من حيث اختيار القصص المصورة ومحتوي المجلة وعرضها بأسلوب خيالي مع التركيز علي المغامرات، والتغلب علي الصعوبات، والانتصار الإيجابي علي السلبيات. والتركيز علي التوجيه السلوكي من خلال هذه المواد، لأن الطفل يحب التقليد والتقمص والتمثيل.
وتتحدد أهداف مجلة طفل الروضة التي يمكن استخلاصها كالتالي:
1- مساعدة الطفل علي تعلم بعض الحقائق والمعارف المرتبطة بالبيئة من حوله: تفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية ومهارات الاتصال الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية.
2- تعليم الطفل أنماط سلوكية تتصل بمواجهة الحاجات الجسمية الأساسية مثل (سلوك التغذية – النظافة الشخصية – العناية بالصحة العامة ).
3- معاونة الأسرة علي تربية الطفل تربية سليمة.
من خلال العرض الشامل لمجلات طفل ما قبل المدرسة تستفيد الباحثة من ذلك العرض في التوصل لما يجب أن تكون عليه مجلات الأطفال حتى يمكن للباحثة استنتاج الأسس التي يبنى عليها المعايير التربوية والفنية لمجلات الأطفال.