آحبتي
اخترتُ إليكم بعض القصص القصيرة التي تُصنّف ضمن تطوير الذات،
فنحن مهما بلغنا الأعالي تبقى بعضُ الثغرات في نفوسنا وأنا أرجو أن تُسدَّ بالمعرفة..
فإليكُموها ....
(1)
في يوم من الأيام كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه.
فرفع كأسًا من الماء وسأل المستمعين ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟
وتراوحت الإجابات بين 50 جم إلى 500 جم
فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس، فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكًا فيها هذا الكأس
فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي، ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف.
الكأس له نفس الوزن تمامًا، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه.
فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها.
فما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى.
فيجب علينا أن نضع أعباءنا بين الحين والآخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة حملها مرة أخرى.
فعندما تعود من العمل يجب أن تضع أعباء ومشاكل العمل ولا تأخذها معك إلى البيت، لأنها ستكون بانتظارك غدًا وتستطيع حملها.
.
.
(2)
يحكى بأن رجلاً كان خائفًا على زوجته بأنها لا تسمع جيدًا وقد تفقد سمعها يومًا ما.
فقرر بأن يعرضها على طبيب أخصائي للأذن.. لما يعانيه من صعوبة القدرة على الاتصال معها.
وقبل ذلك فكر بأن يستشير ويأخذ رأي طبيب الأسرة قبل عرضها على أخصائي.
قابل دكتور الأسرة وشرح له المشكلة، فأخبره الدكتور بأن هناك طريقة تقليدية لفحص درجة السمع عند الزوجة
وهي بأن يقف الزوج على بعد 40 قدماً من الزوجة ويتحدث معها بنبرة صوت طبيعية..
إذا استجابت لك وإلا أقترب 30 قدمًا،
إذا استجابت لك وإلا أقترب 20 قدمًا،
إذا استجابت لك وإلا أقترب 10 أقدام وهكذا حتى تسمعك.
وفي المساء دخل البيت ووجد الزوجة منهمكة في إعداد طعام العشاء في المطبخ،
فقال الآن فرصة سأعمل على تطبيق وصية الدكتور.
فذهب إلى صالة الطعام وهي تبتعد تقريبًا 40 قدمًا، ثم أخذ يتحدث بنبرة عادية وسألها:
"يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام" .. ولم تجبه
ثم أقترب 30 قدمًا من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه
ثم أقترب 20 قدمًا من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه
ثم أقترب 10 أقدام من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه
ثم دخل المطبخ ووقف خلفها وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام".
فقالت له ……."يا حبيبي للمرة الخامسة أُجيبك… دجاج بالفرن".
(إن المشكلة ليست مع الآخرين أحياناً كما نظن.. ولكن قد تكون المشكلة معنا نحن).
.
.
(3)
جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة واضعًا قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها:
"أنا أعمى أرجوكم ساعدوني"
فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها.
دون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه.
لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئًا قد تغير وأدرك أن ما سمعه
من الكتابة هو ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي:
"نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله"
غير وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب.
.
.
(4)
قام أستاذ جامعي في قسم إدارة الأعمال بإلقاء محاضرة عن أهمية تنظيم وإدارة الوقت
حيث عرض مثالا حيا أمام الطلبة لتصل الفكرة لهم.
كان المثال عبارة عن اختبارقصير، فقد وضع الأستاذ دلوا على طاولة ثم أحضر عددا من الصخور الكبيرة
وقام بوضعها في الدلو بعناية، واحدة تلو الأخرى، وعندما امتلأ الدلو سأل الطلاب: هل هذا الدلو ممتلئ؟
قال بعض الطلاب: نعم.
فقال لهم: أنتم متأكدون؟
ثم سحب كيسا مليئا بالحصيات الصغيرة من تحت الطاولة وقام بوضع هذه الحصيات في الدلو
حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة ...
ثم سأل مرة أخرى: هل هذا الدلو ممتلئ؟
فأجاب أحدهم : ربما لا ..
استحسن الأستاذ إجابة الطالب
وقام بإخراج كيس من الرمل ثم سكبه في الدلو حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة بين الصخور..
وسأل مرة أخرى: هل امتلأ الدلو الآن؟
فكانت إجابة جميع الطلاب بالنفي.
بعد ذلك أحضر الأستاذ إناء مليئ بالماء وسكبه في الدلو حتى امتلأ.
وسألهم: ما هي الفكرة من هذه التجربة في اعتقادكم؟ أجاب أحدالطلبة بحماس:
أنه مهما كان جدول المرء مليئًا بالأعمال، فإنه يستطيع عمل المزيد والمزيد بالجد والاجتهاد.
أجابه الأستاذ: صدقت .. ولكن ليس ذلك هو السبب الرئيسي..
فهذا المثال يعلمنا أنه لو لم نضع الصخور الكبيرة أولا، ما كان بإمكاننا وضعها أبدًا.
ثم قال: قد يتساءل البعض وما هي الصخور الكبيرة؟
إنها هدفك في هذه الحياة أو مشروع تريد تحقيقه كتعليمك وطموحك وإسعادمن تحب أو أي شيء يمثل أهمية في حياتك.
تذكروا دائما أن تضعوا الصخور الكبيرة أولا.. وإلا فلن يمكنكم وضعها أبدًا..
فاسأل نفسك الليلة أو في الصباح الباكر .. ما هي الصخور الكبيرة في حياتك؟ وقم بوضعها من الآن.
.
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(5)
كنت أفكر ذات يوم في حيوان الفيل، وفجأة استوقفتني فكرة حيرتني وهي حقيقة أن هذه المخلوقات الضخمة
قد تم تقييدها في حديقة الحيوان بواسطة حبل صغير يلف حول قدم الفيل الأمامية،
فليس هناك سلاسل ضخمة ولا أقفاص كان من الملاحظ جداً أن الفيل يستطيع وببساطة
أن يتحرر من قيده في أي وقت يشاء لكنه لسبب ما لا يقدم على ذلك.
شاهدت مدرب الفيل بالقرب منه وسألته: لم تقف هذه الحيوانات الضخمة مكانها ولا تقوم بأي محاولة للهرب؟
حسنًا، أجاب المدرب: حينما كانت هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة
وكانت أصغر بكثير مما هي عليه الآن، كنا نستخدم لها نفس حجم القيد الحالي لنربطها به.
وكانت هذه القيود -في ذلك العمر– كافية لتقييدها..
وتكبر هذه الحيوانات معتقدة أنها لا تزال غير قادرة على فك القيود والتحرر منها بل تظل
على اعتقاد أن الحبل لا يزال يقيدها ولذلك هي لا تحاول أبدًا أن تتحرر منه،
كنت مندهشًا جدًا. هذه الحيوانات –التي تملك القوة لرفع أوزان هائلة- تستطيع وببساطة أن تتحرر من قيودها،
لكنها اعتقدت أنها لم تستطع فعلقت مكانها كحيوان الفيل.
الكثير منا أيضًا يمضون في الحياة معلقين بقناعة مفادها أننا لا نستطيع أن ننجز أو نغير شيئًا
وذلك ببساطة لأننا نعتقد أننا عاجزون عن ذلك، أو أننا حاولنا ذات يوم ولم نفلح.
حاول أن تصنع شيئًا.. وتغير من حياتك بشكل إيجابي وبطريقة إيجابية.
.
.
(6)
يحكى أن ملكًا كان يحكم دولة واسعة جدًا .. أراد هذا الملك يوما القيام برحلة برية طويلة.
وخلال عودته وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة،
فأصدر مرسومًا يقضي بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد
ولكن احد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط .
فكانت هذه بداية نعل الأحذية.
إذا أردت أن تعيش سعيدًا في العالم فلا تحاول تغيير كل العالم بل أعمل التغيير في نفسك.
ومن ثم حاول تغيير العالم بأسره.
.
.
(7)
لو سقطت منك فردة حذاءك .. واحدة فقط .. أو مثلا ضاعت فردة حذاء .. واحدة فقط
ماذا ستفعل بالأخرى؟
يُحكى أن غاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار وقد بدأ القطار بالسير
وعند صعوده القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية
وبسرعة رماها بجوارالفردة الأولى على سكة القطار فتعجب أصدقاؤه!؟
وسألوه: ماحملك على مافعلت؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما
فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنا منها أيضًا.
نريد أن نعلم انفسنا من هذا الدرس أنه إذا فاتنا شيء فقد يذهب إلى غيرنا ويحمل له السعادة
فلنفرح لفرحه ولا نحزن على مافاتنا فهل يعيد الحزن ما فات؟
كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء وننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وليس الفارغ منه.
.
.
(
يُحكى أن نسرًا كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات،
ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج،
وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه،
وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس .
وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل،
ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف
أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة
من النسور تحلق عاليًا في السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عاليًا مثل هؤلاء النسور
لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عاليًا مثل النسور
وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي ، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيرًا وفقًا لما تؤمن به
فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح
فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج (الخاذلين لطموحك ممن حولك!)
حيث أن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك متواجدتين لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى.
واعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك.
لذا فاسع أن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهي السبيل لنجاحك،
ورافق من يقوي عزيمتك .
(9)
(الطفل و السلحفاء )
يُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها
وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل
لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء
فحاول أن يخرجها فأبت ضربها بالعصا فلم تأبه به
صرخ فيها فزادت تمنعا فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق وقال له
ماذا بك يا بني؟
فحكى له مشكلته مع السلحفاة
فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معي
ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان
ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء
فابتسم الأب لطفله وقال
يا بني الناس كالسلحفاة
إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك
ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك
وهذه إحدى أسرار الشخصيات
المؤثرة في الحياة
فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم
ومن ثم طاعتهم
عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم
الكثير والكثير
.
.
(10)
قرأتُ يوم أمس عن أعز أصدقاء جنكيز خان .. كان صقره !
الصقر الذي يلازم ذراعه .. فيخرج به ويهده على فريسته ليطعم منها ويعطيه ما يكفيه ..
صقر جنكيز خان كان مثالاً للصديق الصادق .. حتى وإن كان صامتاً ..
خرج جنكيز خان يوماً في الخلاء لوحده ولم يكن معه إلا صديقه الصقر .
انقطع بهم المسير وعطشوا .. أراد جنكيز أن يشرب الماء ووجد ينبوعاً في أسفل جبل ..
ملأ كوبه وحينما أراد شرب الماء جاء الصقر وانقض على الكوب ليسكبه !
حاول مرة أخرى .. ولكن الصقر مع اقتراب الكوب من فم جنكيز خان يقترب
ويضرب الكوب بجناحه فيطير الكوب وينسكب الماء !
تكررت الحالة للمرة الثالثة .. استشاط غضباً منه جنكيز خان وأخرج سيفه ..
وحينما اقترب الصقر ليسكب الماء ضربه ضربة واحدة فقطع رأسه ووقع الصقر صريعاً .
أحس بالألم لحظة أن وقوع السيف على رأس صاحبه .. وتقطع قلبه لما رأى الصقر يسيل دمه ..
وقف للحظة .. وصعد فوق الينبوع .. ليرى بركة كبيرة يخرج من بين ثنايا صخرها منبع الينبوع
وفيها حيةٌ كبيرة ميتة وقد ملأت البركة بالسم !
أدرك جنكيز خان كيف أن صاحبه كان يريد منفعته .. لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد أن سبق السيف عذل نفسه ..
أخذ صاحبه .. ولفه في خرقه .. وعاد جنكيز خان لحرسه وسلطته .. وفي يده الصاحب بعد أن فارق الدنيا ..
أمر حرسه بصنع صقر من ذهب .. تمثالاً لصديقه وينقش على جناحيه :
' صديقُك يبقى صديقَك ولو فعل ما لا يعجبك '
وفي الجناح الآخر :
' كل فعل سببه الغضب عاقبته الإخفاق '
اتمنى ان تكون الفائده وصلت