فضل الجوع ، ولما فرض الله الصوم 30 يوما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
فضل الجوع:
روى عن يحيى بن معاذ (رضى الله عنه) أنه قال:من شبع من الطعام عجز عن القيام،ومن عجز عن القيام افتضح بين الخدام،وإذا امتلأت المعدة رقدت الأعضاء عن الطاعات،وقعدت الجوارح عن العبادات.(وأنشدوا):
تجوّع فإن الجوع يورث أهله***عواقب خير عمّها الدهر دائمَ.
ولا تك ذا بطنٍ رغيب وشهوة هائم ***فتصبح في الدنيا وقلبك هائم.
وروي عن ذى النون المصري (رحمه الله تعالى)أنه قال:
تجوع بالنهار ،وقم بالأسحار ، ترى عجباً من الجبار.
والله تعالى قد فضلكم بدين الإسلام ،ومن عليكم بالصيام.
أمر الله (سبحانه وتعالى) بالصيام لأنه ليس شيء أشد على أهل النار من الجوع.
وأن الله يلقيه عليهم حتى ينسوا كل العذاب من شدة الجوع.
فيستطعمون مالك خازن النار ،فيأتيهم بطعام الغصة كما قال الله تعالى :" إن لدينا أنكالاً وجحيماً**وطعاماً ذا غصة وعذاباً أليماً".(ألأمزمل 12/13).
فيعبر في حلوقهم فيقولون إنا كنا نبتلع الغصص في الدنيا بالماء فيستسقون المهل كما قال تعالى:"وإن يستغيثوا يثاثوا بماء كالمهل".(الكهف/29).
فأمر الله تعالى أمّة محمد (صلى الله عليه وسلم) بصيام شهر رمضان ليصرف عنهم ذلك الجوع،وكذلك أمر الله تعالى بصيامه باقي الأمم ،فأمنت به هذة الأمة وكفرت به سائر الأمم ،وهذا من لطف الله تعالى على أمّة محمد (صلى الله عليه وسلم).
وقيل فُرض عليهم صيام شهر رمضان لأن الزهد زهدان :
زهد في الحلال وزهد في الحرام ،وأشرفها الزهد في الحلال،فامر الله تعالى بصوم شهر رمضان حتى يعطيهم ثواب زهد الحلال والحرام.
وقيل حتى يذكروا بشدة الصوم شدة القيامة ،لأنه ليس على أهل القيامة أشد من الجواع.
وليعلموا أنه إذا كانت في طاعة الله شدة ، فإن الجوع في النار أعظم شدة .
فالله الله عباد الله اجنهدوا في حفظ هذا الشهر العظيم يوم يقوم اناس لرب العالمين،يوم يفوز فيه الصائم ،ويحشر فيه المتهاون الظالم،إذا عرضت عليه الأوزار والجرائم ،وانتهاك المحضورات والمحارم.
قيل لما فُرض رمضان ثلاثين يوماً ؟
فالجواب:
أنه قيل إن الوقوف على الصراط ثلاثين سنة ،فإذا صمت ثلاثين يوماً أعانك الله بالعافية والسلامة والسعادة والكرامة ثلاثين سنة.
فاجتهدوا عباد الله في هذا الشهر بلا إفراط ،وخذوا لأنفسكم بالإحتياط ،واحذروا من المكث الطويل على الصراط.
هذا والله أعلم وصلى وسلم على سيدنا محمد.
(( من كتاب بستان الواعظين ورياض السامعين))